عذاب الدنيا

جلست أبكى على ما ضاع من عمري هباء

ضاع في حب ظننت أنى ملكت معه كنوز السماء

حب وهبت له كل ذاتي و كياني فلم يهبني إلا شقاء

كنت قد ظننت أن في الحب كل سعادة و كل هناء

فإذا به هو و الداء سواء يسرى في جسدي كسم بلا دواء

كنت في حبها كإنسان بلا بصيرة فلم أأخذ من حبي إلا عناء

فرأنى الله أبكى من الشقاء فرق له حالي فالله ذو عطف و رضاء

فقلت ياالهى لم أجد الرحمة في حياتي أترحمني إن ذهبت للسماء

ويا لعنائي أصحبت دموعي سيول نار بعد أن كانت سيول ماء

فتمنيت أن أذهب للسماء و لكن هل سأظل حزينا مكتئب في العلاء

هل سيتنهى عذابي هناك أم ستصبح حياتي مزيدا من البلاء

كل ما تمنيته في حياتي أن يكف الناس عن ظلمي فلم أتمني ثراء

و أتعجب من حال قلبي فهو رغم كل الظلم له فحبه للناس بناء

أفق من حالك يا قلبي ،أفق الآن قبل أن يحين وقت البكاء

فحين تبكي ما من أحد يسمعك فأنت وحيدا وإن كان لك أصدقاء

أحببت بكل كيانك يا قلبي و لم تجد من يحبك ألا إنك تستحق الرثاء

كنت تمتلئ بحبها يا قلبي و لكنها لم تقدر هذا و أَضاعتك في نهر الجفاء

و ما أغرب حبها لي قد كانت تحبني تكبرا و كأن الحب صفة البلهاء

كنت في حبها كملك بلا ملك كنت كمن تحكمه يد عصماء

قد أخطأت في حبي لها و ظننت أنها رسول بين الأرض و السماء

وهبتها كل ما أملك في حياتي و لكنها بخلت علي حتى بنعمة اللقاء

أوهمتني أنها تحيي في جنة حبي و تركتني أعيش في صحرة جرداء

يا الهي لماذا لا أستطيع الجفاء أم أن القسوة ليست من صفة الضعفاء

كانت تظن أن رقة قلبي ضعف مني لا و الله فهي صفة النبلاء

و يا لعذابي لا أستطيع النسيان أما هي فلا تتذكر من كثرة البدلاء

ظللت أبكي على من لا يستحق حتى احترق وجهي من كثرة البكاء

أترى يا قلبي ماذا فعل بي حبك أصبحت أتعذب به ليلا و مساء

تركتني يا قلبي أبكي بدموع من نار فآن لك أن تبكي بدموع من دماء

يا قلبي ألم يصعب عليك حالي أحببت و تركتني أواجه مصائب أشداء

لماذا يا قلبي لا تريد النسيان فسببها أصحبت حياتك كريح هوجاء

قد خدعتك برغم كل هذا الحب خدعتك برغم ما قلته من ثناء

لماذا تفكر فيها بعد أن ملأتك عذابا ألم تفعل بك مثلما يفعل الخبثاء

فإن لم تنس سأتركك وحدك تواجه العذاب و ستكون هذه رحلة الفناء

و إن نسيتها فمرحبا بك في جسدي و لنناج الله فنحن لا نملك إلا الدعاء

تحياتى ليك ونتمنى المذيد منك انشاء الله

حقيقى جميلة جدا جدا جدا ومشكوووور يا اخى